top of page

أطياف علمية

اعداد أحمد الغامدي

detail190219103922.jpeg

أهمية الاكتشافات العلمية ودور الاختراعات التقنية في تقدم البشرية أمر من نافلة القول التذكير والتنويه به، لكن ما يدعو للفخر لأهل العلم وحملته أن العلم وأهله يعتبران حالياً، رافد مرموق لنهر الثقافة المتدفق. العديد من العلماء في حالة عشق وهيام للملذات الفكرية في دنيا العلوم واستمتاع متواصل بالرياضة الذهنية والنشاط الفكري الذي يمارسونه في مختبراتهم ومراكزهم الأكاديمية. حالة العشق والهيام بدنيا العلم دفعت عالم الفلك الأمريكي البارز كارل ساغان أن يضع مفهوم ومصطلح (رومانسية العلم) في عنوان واحد من أشهر كتبه، والذي حصل على جائزة البوليتزر لجودته العلمية والأدبية والثقافية. وكما يحصل كثيراً يرغب المحب أن يعلم الكون كله بسعادته القلبية، ولهذا لا يتردد العاشق المتيّم في بث أخبار حياته وأحداثها.

ومن هنا نجد أن بث الوعي الثقافي في المجتمع والأمه والتاريخ بأثر العلم والتقنية في تشكيل مسيرة الحضارة الإنسانية هو دور حيوي جديد مُوكل بدرجة كبيرة للعلماء والمخترعين ومن لفّ لفّهم، وهذا ما يفسر التنامي المتصاعد لموجه (الثقافة العلمية). وعبر السنوات الماضية كان لي كامل الشرف وعظيم المتعة في المساهمة الخجولة في نشر عدد من المقالات والتحقيقات ذات الطابع الثقافي والمتعلقة بمجال العلوم وسيرة حياة مشاهير العلماء والباحثين والمخترعين. ومنذ بواكير الصبا تأثرت بشكل خاص بعلماء بارزين لهم اسهامات تُذكر فتُشكر في نشر الثقافة العلمية، ومن جميل الموافقات أنهم في تخصصهم العلمي الدقيق كانوا أعلاماً بارزين في مجال علم الكيمياء التي أفتخر بالانتساب العلمي والمهني لها.

 

بمحاولاتٍ كتابية متعثرة حاولت استلهام التراث العلمي التثقيفي لعالم الكيمياء الأمريكي البارز اسحاق عظيموف الذي ليس فقط اشتهر برواياته الأدبية في مجال الخيال العلمي ولكن برز بكونه واحداً من أكثر العلماء غزارة في تأليف الكتب والمقالات العلمية الثقافية. وفي وطننا العربي كان عالم الكيمياء المصري المعروف الدكتور أحمد زكي باشا رئيس جامعة القاهرة وأبرز روّاد النهضة العلمية والبحثية في تاريخنا المعاصر وكذلك صاحب الموسوعات العلمية والكتب الثقافية والمجلات الفكرية المؤثرة.

وبالاستناد على أكتاف أمثال هؤلاء العمالقة وبمحاولة تقليد ثرائهم المعرفي ورشاقتهم الأدبية حاولت عبر السنوات كتابة العديد من المقالات العلمية التثقيفية والتي أفتخر بنشر كم وافر منها من خلال الموقع الإلكتروني (منظمة المجتمع العلمي العربي - ارسكو). وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر الجزيل للأخت الكريمة سعادة الدكتورة موزة بنت محمد الربان رئيس منظمة المجتمع العلمي العربي على إتاحة الفرصة المتكررة لي عبر السنوات الماضية بالتواصل مع النخبة العلمية والثقافية في المجتمع العربي من خلال الموقع الالكتروني لمنظمة أرسكو وكذلك من خلال إنشاء ملف خاص لمجموع المقالات العلمية الثقافية التي نشرتها من خلال أرسكو.

20 فبراير 2019

bottom of page