top of page

التلوث الاشعاعي والمضاعفات الصحية لحروب الخليج

اعداد مجموعة من الباحثين

15 نوفمبر 2015

في هذا الملف نستعرض التلوث الاشعاعي في العراق و الآثار الصحية له، على أمل أن يحرك ذلك ساكناً ودعوة لاتخاذ إجراءات فورية وفاعلة على كافة المستويات الرسمية والعلمية والشعبية وندعو لعمل عربي مشترك لإنقاذ مستقبل أجيالنا. 

بعد مرور أكثر من اثني عشرة سنة على الحرب الهمجية التي قامت بها الولايات المتحدة و حلفاؤها على العراق، لا تزال آثار تلك الحرب الحاقدة على هذه الأمة تؤتي أُكلها، ومازال اليورانيوم المنضب يقذف سمّه من مناطق متعددة من العراق وما حولها، سرطانات وتشوهات لأطفال ولدوا بعد انقضائها. اليورانيوم عنصر مشع ويوجد في مناطق متعددة من القشرة الأرضية، وقد ازداد الاهتمام به و البحث عنه بعد استخدامه كوقود لمحطات الطاقة النووية واستخدامه في الأسلحة.

اليورانيوم المخضب يستخدم كذخيرة في القذائف الخارقة للدروع، وهو أقل اشعاعاً بحوالي 40% من اليورانيوم الطبيعي، ولكنه مع ذلك يشكل خطراً كبيراً على حياة وصحة الإنسان.

لقد حددت منظمة الصحة العالمية (WHO) الجرعة المسموح تعرض الناس لها بمقدار 1 ميللي سيفرت في السنة، ولكن علماء البيئة استطاعوا قياس مستويات عالية من اليورانيوم في عينات من التربة من عدة مناطق في العراق. وقد ربطوا تلك القياسات والنتائج التي توصلوا إليها بالزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بأمراض السرطان المسجلة في السجلات الوطنية للسرطان في العراق عامة والتي بدأ التسجيل فيها منذ 1975. وقد استنتجوا أن الحربين الدوليتين بقيادة الولايات المتحدة على العراق في عامي 1991 و 2003 واللتين استخدمت فيهما قذائف اليورانيوم المخضب قد تركتا إرثاً وخيماً على صحة المدنيين العراقيين بشكل عام وبزيادة السرطانات والتشوهات الخلقية في المواليد بشكل خاص. وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية يذكر أن معدل الإصابة بالسرطان لدى الأطفال وخاصة سرطان الدم في العراق أعلى بعشر مرات من نظيره في الدول الصناعية.

كما حذروا من أن التلوث الاشعاعي للتربة يمكنه الانتشار بسهولة إلى مناطق مختلفة بفعل الرياح و الغبار، وهذا ليس مقتصراً على العراق بل وإلى الدول المجاورة.

المكتبة الرقمية
bottom of page