مصادر المياه في البحوث العربية
يقع الوطن العربي في منطقة من أشد مناطق العالم شحاً بالمياه العذبة. ولأن الله جل في علاه قد جعل من الماء كل شئ حي، فكان من أهم ما يُسعى إليه لتوفير مقومات الحياة، هو البحث عن المياه.
لقد إزداد الاهتمام بمشاكل المياه لزيادة الحاجة إليها، فقد تطوّرت نوعية الحياة لتستلزم مزيداً من استهلاك المياه في الحياة اليومية في المنازل، في الصناعة، الزراعة وغيرها. فضلاً عن ازدياد عدد السكان والذي ينمو بمعدلات مرتفعة، كل هذا تطلّب تركيزاً واهتماماً عالمياً وعربياً بالمياه ومصادرها ونوعيتها. ولا تكاد تمر سنة أو أقل، إلا ونسمع عن انعقاد مؤتمر أو منتدى للقيادات السياسية في الوطن العربي وللمهتمين بالموضوع، تناقش وتصدر التوصيات في شأن المياه ومصادرها.
فماذا كان دور الباحثين العرب؟ وماذا كان دور المؤسسات العلمية العربية؟ هل تُستفتى في حل المشاكل؟ وهل تُوجه الجهود فيها الى حل مشاكل مجتمعاتها ومن أهمها نقص المياه؟ أم هناك شبه انفصال بين المجتمع العلمي العربي ومتخذي القرار السياسي في المجتمع العربي الكبير؟ وفي هذه الدراسة نسلط الضوء على البحوث العربية حول مصادر المياه المتعددة خلال عقد من الزمان، من 2001 إلى 2010 .
خلال هذه الفترة، نشر الباحثون العرب 137,788 ورقة بحثية في كل التخصصات العلمية والطبية والهندسية، حسب قواعد بياناتISI. منها 2,768 بحثاً تحت تصنيف " مصادر المياه Water Resources" ، أي بنسبة 2 % فقط. وقد كان ترتيبها في قائمة تخصصات العلوم الأخرى يقع في المرتبة 16!. وللمقارنة فإن الانتاج العالمي في هذه الفترة في تخصص "مصادر المياه" بلغ 96,204 ورقة، أي أن نسبة الانتاج العربي إليه تصل الى 2.88 %، وهي نسبة منخفضة اذا علمنا أن نسبة سكان الوطن العربي الى سكان العالم تصل الى 5.32 %. فلو اعتبرنا ذلك فقد كان المنتظر أن يتضاعف الانتاج العربي، أما اذا أضفنا الظروف الاستثنائية لشح المياه في وطننا العربي، فالنسبة تكون قليلة جداً. وتحتاج إلى نظر واهتمام.
الشكل التوضيحي (1) يبين عدد البحوث المنشورة حول "مصادر المياه" من كل الدول العربية لكل سنة. ويظهر تذبذب العدد مع السنوات مما يدل على عدم توجه مقصود للبحث في هذا المجال. وقد كان متوسط النمو في السنة 3.73.
لزيادة التوضيح فقد قسمنا الفترة الى قسمين: 2001 - 2005، والفترة الثانية 2006-2010. وقد وجدنا أنه في الفترة الأولى كان موضوع "مصادر المياه" يحتل الرتبة 16 بين موضوعات البحوث العربية وبنسبة 2.2 % منها. وقد كان متوسط معدل النمو في السنة في هذه الفترة هو 0.75 فقط. في الفترة الثانية تراجع ترتيب المياه الى المرتبة 20 في قائمة البحوث العربية، وتمثل تلك الأبحاث ما نسبته 1.9% من مجموع البحوث العربية. أما متوسط النمو في السنة فقد أصبح 17.2.